البيان الختامي للدورة التاسعة
للمجلس الاعلي لدول مجلس التعاون
دولة البحرين - المنامة
جمادى الأولى 1409هـ 13-10
ديسمبر 1988م 22-19


تلبيـة لدعـوة صـاحب السـمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير دولة البحرين ، عقــد المجلـس الأعلـى دورتــه التاسـعة بالمنامــة - دولــة البحـرين فــي الفتــرة مـا بيـن 1- الى 13 جمادى الأولى 1409هـ الموافق 19 الى 22 ديسمبر 1988م بحضور أصحاب الجلالة والسمو


صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيـان
رئيس دولة الامارات العربية المتحـدة

صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان ال خليفـة
امير دولــة البحــريــن

صاحب الجلالة الملك فهد بن عبدالعزيز ال سعــود
ملك المملكة العربية السعــوديــة

صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعــيد
سلـطان عــمــان

صاحب السمو الشيخ خليفة بن حمد ال ثانــي
امير دولـة قطــر

صاحب السمو الشيخ جابر الاحمد الجابر الصبـاح
امير دولــة الكويــت


وقد بحث المجلس الأعلى تطور مسيرة مجلس التعاون ، وما حققه من الأهداف التي جسدها النظام الأساسي للمجلس ، والوضع الأمني في المنطقة في ضوء قبول ايران لقرار مجلس الأمن رقم 598 الصادر في يوليو 1987م والوضع العربي الراهن ، لا سيما الوضع في الأراضي العربية المحتلة وتصاعد الانتفاضة الباسلة وقرارات المجلس الوطني الفلسطيني في دورته الطارئة في الجزائر ، وقرارات دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في جنيف حول قضية فلسطين ، وبدء الحوار بين منظمة التحرير الفلسطينية والولايات المتحدة الأمريكية ، وكذلك الوضع في لبنان ، والاتصالات الجارية لتنقية الأجواء العربية ، كما استعرض المجلس التغيرات التي طرأت على الصعيد الدولي والانفراج في العلاقات الدولية التي نتجت عن هذه التغيرات

: التكامل بين دول المجلس
ان المجلس الأعلى ، بعد أن درس المراحل التي قطعتها مسيرة مجلس التعاون ، وبعد التقييم الشامل لكافة جوانب العمل نحو أهدافه ، مستلهما ما جاء في النظام الأساسي ، من الايمان بالمصير المشترك ووحدة الهدف ، ورغبة في تحقيق المزيد من التنسيق والتكامل والترابط ، واستكمالا للخطوات التي تم اتخاذها في الدورات السابقة للمجلس الأعلى ، ومستذكرا ما جاء في الاعلان الاقتصادي لقمة الرياض في الدورة الثامنة ، لا سيما العزم على الاسراع في استكمال الاجراءات اللازمة لانجاز إقامة السوق الخليجية المشتركة ، وفي اتخاذ المزيد من الخطوات التي تحقق للمواطن طموحاته ، وبعد الاطلاع على نتائج أعمال اللجان الوزارية المختلفة وعلى توصيات المجلس الوزاري ، يؤكد مجددا على مواصلة المسيرة بما يعمق الأسس الثابتة التي يقوم عليها المجلس وبما يحقق المزيد من الترابط بين المواطنين ويخدم مصالحهم وانسجاما مع ذلك فقد أقر المجلس الأعلى ما يلي
السماح لمواطني دول المجلس بتملك أسهم شركات المساهمة المشتركة والجديدة العاملة في الأنشطة الاقتصادي وفق القواعد المقترحة
مساواة مواطني دول المجلس في المعاملة الضريبية مع مواطني الدولة العضو التي يتم فيها الاستثمار
نظام تشجيع وتنسيق وإقامة المشاريع الصناعية بدول المجلس
نظام حماية الصناعات الوطنية الناشئة
خطة الطوارئ الاقليمية للمنتجات البترولية بين دول المجلس
معاملة مواطني دول المجلس معاملة مواطني الدولة العضو التي يقيمون فيها في مجال الخدمات الصحية

: الوضع الأمني في المنطقة
كما تدارس المجلس الأعلى الوضع الأمني في المنطقة ، وتطور المفاوضات بين إيران والعراق لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 598 ، واستذكر قرارات الدورات السابقة التي حددت السياسة الثابتة للمجلس في مواصلة المساعي لوقف الحرب المدمرة بين العراق وايران ، واحلال السلام العادل والدائم في المنطقة . وبعد استعراض الجهود التي بذلها المجلس ، وتنفيذا لقرارات المجلس الأعلى في دورته الثامنة بالرياض ، والاتصالات التي تمت مع الأمين العام للأمم المتحدة ، يعبر المجلس عن ارتياحه للتطورات الايجابية في المنطقة والتي تمثلت في وقف اطلاق النار وبدء المفاوضات المتعلقة بتنفيذ القرار 598 ، وإذ يقدر المجلس الأعلى جهود الأمين العام للأمم المتحدة فإنه يؤكد مواصلة العمل مع المجتمع الدولي لا سيما الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن ، من أجل تنفيذ القرار تنفيذا كاملا ، ويجدد العزم على العمل من أجل أن يسود الأمن والاستقرار في المنطقة بما يؤمن حق حرية الملاحة في المياه الدولية والطرق البحرية ، وفقا لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وعلى أساس من حسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية والاحترام المتبادل والتعايش السلمي المستمد من روابط الدين والتراث التي تربط بين دول المنطقة

: الوضع العربي الراهن
وقد استعرض المجلس الأعلى الوضع في الأراضي المحتلة ، مستذكرا قراره في دورته الثامنة في الرياض لدعم الانتفاضة الشعبية ضد الاحتلال والممارسات القمعية التي يرتكبها العدو الصهيوني لحرمان شعب فلسطين من ممارسة حقوقه المشروعة في تقرير المصير وبناء دولته المستقلة ، ويشيد بالنضال البطولي للشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة مؤكدا مساندة دول المجلس وتأييدها لهذه الانتفاضة بكل الامكانات المتاحة ، إلى أن تحقق أهدافها ، ويشيد أيضا بقرارات المجلس الوطني الفلسطيني في دورته الطارئة في الجزائر وبإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة ويعبر عن تأييده لقيام هذه الدولة كما يعبر عن تقديره للدول التي بادرت بالاعتراف بها ، مناشدا بقية الدول الاعتراف بالدولة الفلسطينية ، كما يشيد بخطاب السيد ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثالثة والأربعين حول (بند فلسطين في جنيف) ، ويناشد المجتمع الدولي تأييد عقد المؤتمر الدولي في اطار الأمم المتحدة وبمشاركة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن تحضره جميع الأطراف المعنية بما في ذلك منظمة التحرير الفلسطينية ، من أجل ايجاد حل سلمي عادل ودائم للصراع العربي الاسرائيلي واستعادة الشعب الفلسطيني حقوقه المسلوبة بما في ذلك حقه المشروع في تقرير المصير وبناء دولته المستقلة ، وعبر عن أمله في أن يسفر الحوار القائم بين الولايات المتحدة الأمريكية ومنظمة التحرير الفلسطينية عن مواقف من شأنها أن تؤدي الى اتخاذ الاجراءات السريعة لعقد المؤتمر الدولي . كما استذكر المجلس بيانه في دورته الثامنة بالرياض حول الوضع في لبنان ، ويجدد دعمه للجهود المبذولة من أجل تمكين مؤسساته الدستورية لمواصلة مهامها والحفاظ على لبنان واستقلاله ووحدة ترابه الوطني ، وبهذا الصدد ، يعبر عن تأييده لعقد اجتماع لمجلس جامعة الدول العربية لبحث الوضع في لبنان . كما يلاحظ أصحاب الجلالة والسمو بكل ارتياح التطورات التي تمت في اطار الاتصالات العربية ، ونظرا للدور البناء الذي تقوم به جمهورية مصر العربية ، فإن قادة دول المجلس يؤيدون الخطوات التي تمكن مصر من القيام بمسؤؤليتها في الاطار العربي

: الوضع الدولي
لاحظ المجلس بارتياح الانفراج الذي يشهده العالم بما يخفف حدة التوتر ويسهم في ايجاد الحلول السلمية للصراعات الاقليمية ، ويحد من سباق التسلح ويضع أسسا لمرحة جديدة في العلاقات الدولية قائمة علي المصالح المشتركة والاحترام المتبادل ، ويعبر عن دعمه للمساعي التي تبذلها الأمم المتحدةلايجاد حلول للمشاكل الراهنة . كما يعبر المجلس عن ارتياحه للمفاوضات المباشرة بين المجاهدين الأفغان والاتحاد السوفييتي والتي عقدت في مدينة الطائف بالمملكة العربية السعودية ، معربا عن الأمل بأن يتم التوصل الى سلام دائم يمارس من خلاله شعب أفغانستان الحفاظ على وحدته واستقلاله وتأكيد سياسته غبر المنحازة والحفاظ على شخصيته الاسلامية

: التعاون العسكري والأمني
وقد اطلع المجلس على المراحل التي قطعها التعاون العسكري والأمني بين الدول الأعضاء وأبدى ارتياحه لما وصل 'ليه هذا التعاون وأكد على أهمية استمرار تقدمه ، وإدراكا منه لأهمية تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء من أجل ازدهار المنطقة والمحافظة على مكاسبها وأمنها واستقرارها، فقد أقر توصيات وزراء الدفاع وتوصيات المجلس الوزاري المتعلقة بأوجه التعاون العسكري والأمني في المرحلة القادمة استكمالا لما بدئ به من مراحل عمل في السنوات الماضية

: التعاون البترولي
كما ناقش المجلس الاتفاق الأخير الذي تم التوصل إليه في اطار منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) وأكد المجلس على ضرورة التعاون بين منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) وبقية الدول المنتجة خارجها باعتبار أن استقرار الاسعار مسئولية جماعية

: المفاوضات مع المجموعات الاقتصادية
اطلع المجلس الأعلى على اتفاقية التعاون الموقعة في لوكسمبورج بتاريخ 15 يونيو 1988م بين دول مجلس التعاون من جانب والجماعة الأوروبية من جانب آخر وقرر المصادقة عليها ، كما فوض المجلس الوزاري للدخول في المفاوضات الرسمية بين الجماعة الأوروبية بهدف الوصول إلى اتفاق تجاري بين الطرفين . وقـد قـرر المجلـس الأعلـى تكليـف الأمين العـام عبـد اللـه يعقـوب بشـارة لمـدة سـنتين أخريين . وقــد عبر أصحـاب الجلالـة والسـمو عـن بالـغ الامتنـان والتقديــر لســمو الشيخ عيسى بن ســلمان آل خليفــة أمير دولــة البحرين ولحكومتــه ولشعبه على كرم الضيافة وحسن الاستقبال وعلى المشاعر الحارة ومظاهر الترحيب الأخوي التي لمسوها ويشيدون بالترتيبات الممتازة والتنظيم الدقيق والجهد الكبير الذي بذل من أجل توفير راحة الوفود وتأمين انجاح اللقاء . ويتطلع المجلس إلى لقائه في دورته العاشرة في سلطنة عمان في جمادى الأولى 1410هـ الموافق ديسمبر 1989 م تلبية لدعوة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان


صدر في مدينة المنامة
13 جمادى الأولى 1409هـ
22 ديسمبر 1988م