تعتبر تجربة الإتحاد الجمركي لدول مجلس التعاون من التجارب الناجحة على المستويين الإقليمي والدولي ، حيث أصبحت دول المجلس بعد اتفاقها على قيام الاتحاد الجمركي في عام 2003م ضمن جدار جمركي واحد تجاه العالم الخارجي ، تستوفى فيه الرسوم الجمركية على السلع الأجنبية لمرة واحدة فقط في نقطة الدخول الأولى ، ويتم انتقال كافة هذه السلع بين دول المجلس دون استيفاء رسوم جمركية مرة أخرى عليها . وتعتبر هذه الخطوة من أهم خطوات الإتحاد الجمركي التي طبقتها دول المجلس في اليوم الأول من قيام الإتحاد . ويتم معالجة نصيب كل دولة من الدول الأعضاء من الرسوم الجمركية الخاصة بالسلع الأجنبية التي تم انتقالها بين الدول الأعضاء خلال الفترة الانتقالية من خلال آلية المقاصة.
واستفادت جامعة الدول العربية التي تسعى لإقامة إتحاد جمركي عربي من تجربة الاتحاد الجمركي لدول المجلس ، وأخذت بمعظم مقومات هذه التجربة للاستفادة منها في وضع أسس وخطوات الاتحاد الجمركي العربي ، ودعمت دول المجلس الجهود التي تبذل في إطار جامعة الدول العربية لاستكمال متطلبات الإتحاد الجمركي العربي ، وقدمت العون الفني للجان المعنية ، من خلال المشاركة الفاعلة في اجتماعات اللجان التي تبحث في استكمال هذه المتطلبات . وقدمت دول المجلس قانونها الجمركي الموحد وتعرفتها الجمركية الموحدة كأساس للإتحاد الجمركي العربي.
وعلى الصعيد الدولي تعامل دول المجلس كإتحاد جمركـي في منظمة الجمارك العالمية ، حيث تشــارك الأمانة العامة في العــديد من لجانهـا بصفة مراقب ، وتشمل اللجان الخاصة بجدول التعرفـة الجمركيـة ، وقواعد المنشـأ ، وأسس القيمة الجمـركية ، ومكافحة التهريب ، والغش التجاري ، واللجان الخاصة بالاتفاقيات الدولية الجمركية التي تم انضمام دول المجلس إليها كاتفاقية كيوتو واسطنبول ، بالإضافة لمشاركة الأمانة العامة في الاجتماعات السنوية لمدراء عامي الجمارك على المستويين الإقليمي والدولي.
كما تم الإخطار عن الإتحاد الجمركي لدول المجلس لدى منظمة التجارة العالمية ، ويجري حالياً استكمال الإجراءات اللازمة مع الدول الأعضاء في المنظمة لمناقشة العرض الواقعي عن الاتحاد الجمركي لدول المجلس ، تمهيداً للإعلان عن قبولها لهذا الإخطار.