الأمانة العامة - الرياض

أشار معالي الأستاذ جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أنّ العلاقات الخليجية - البرازيلية علاقات تاريخية وعريقة وتقوم على أسس من الثقة المتبادلة والتعاون المثمر، تعكس الإرادة القوية لدى الجانبين لتعزيز الشراكة في مختلف المجالات، مؤكداً بأن علاقات التعاون المشترك بين الجانبين سيكون لها انعكاسات إيجابية على مسيرة التعاون والعمل الجماعي بين الجانبين، وسنسعى إلى ترجمة حقيقية لتفعيل مذكرة التفاهم، وخطة العمل المشترك التي وقعت اليوم تعكس الرغبة المخلصة والأكيدة في تعزيز العلاقة بيننا.

جاء ذلك خلال الاجتماع الوزاري المشترك للحوار الإستراتيجي بين مجلس التعاون وجمهورية البرازيل الاتحادية، اليوم الاثنين الموافق 9سبتمبر 2024م، برئاسة معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية لدولة قطر -رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري-، وبمشاركة أصحاب السمو والمعالي والسعادة وزراء الخارجية بدول مجلس التعاون، وحضور معالي السيد ماور فييرا، وزير خارجية جمهورية البرازيل الاتحادية.

وقال معاليه خلال كلمته التي ألقاها في الاجتماع: إن الحوار الأول بين مجلس التعاون وجمهورية البرازيل الاتحادية في الاجتماع الوزاري المشترك اليوم يعكس رغبة دول المجلس الصادقة والقناعة الراسخة بأهمية تعزيز الحوار والعلاقات المشتركة بين مجلس التعاون وجمهورية البرازيل الاتحادية بما يخدم أهدافنا ومصالحنا بما تحويه من مضامين هادفة وبعد إستراتيجي، يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

وأشار معاليه بمكتسبات هذا الاجتماع بما يتسم بالأهمية الخاصة على ضوء توقيته، حيث يأتي في ظل ظروف استثنائية صعبة يشهدها العالم، ففي المجال السياسي والأمني يجب علينا تضافر الجهود، وتكثيف العمل وتعزيز التشاور والتنسيق على كافة المستويات لخفض التصعيد، وارتفاع مستويات العنف والتوتر وعدم الاستقرار التي تواجهها منطقتنا، كخطر الانتشار النووي، والصواريخ الباليستية، وتهديدات الأمن البحري، وحرية الملاحة البحرية، ومكافحة الإرهاب والجريمة.

كما ذكر معاليه بأن العلاقات الاقتصادية تتسم بأنها واسعة النطاق وأبرز الركائز التي تسهم في تعزيز النمو والمنافع المتبادلة التي تشمل مجموعة واسعة من السلع والمنتجات، فقد بلغ حجم التبادل التجاري السلعي لدول مجلس التعاون مع البرازيل والذي تضاعف تقريبا خلال السنوات الماضية ليبلغ نحو 21.9 مليار دولار أمريكي في عام 2022م، أي ما يشكل نحو 1.4 % من إجمالي حجم التبادل التجاري السلعي الخارجي لمجلس التعاون والبالغ نحو 1,544.3 مليار دولار أمريكي، والتي تشمل سلعاً ومنتجات مختلفة من النفط والغاز وخام الحديد والمواد الغذائية والزيوت المعدنية، والتي تعكس الأهمية المشتركة للتعاون بين الجانبين.

كما أكد معاليه بأن الحوار الإستراتيجي بين مجلس التعاون وجمهورية البرازيل يشكل نقلة نوعية للعلاقات بين الجانبين، ولذلك تم إعداد مذكرة تفاهم بشأن إجراء المشاورات حول القضايا ذات الاهتمام المشترك بين مجلس التعاون وجمهورية البرازيل الاتحادية، والتي تم الاتفاق عليها بين الجانبين لتحدد آليات الحوار الإستراتيجي ومجالات التعاون، بالإضافة إلى التشاور وتبادل وجهات النظر في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ولوضع الإطار المناسب لهذا الحوار يجري العمل على مشروع خطة العمل المشترك بين مجلس التعاون وجمهورية البرازيل للفترة (2024-2028)، التي تحتوي على عدد من مجالات التعاون وهي الحوار في المجال السياسي والأمني والمجال الاقتصادي والتعليمي ومجال الصحة والثقافة والإعلام، وكذلك الشباب والرياضة والزراعة والأمن الغذائي.