الأمانة العامة - ولاية نيويورك

أشاد معالي الأستاذ جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بانطلاق التحالف الدولي لحل الدولتين، على أمل أن يسهم هذا التحالف بإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة بإقامة دولته والعيش بسلام وأمن.

جاء ذلك خلال كلمة معاليه في الاجتماع الوزاري (حول الوضع في غزة وتنفيذ حل الدولتين كمسار للسلام العادل)، والذي نظمته مجموعة الاتصال الوزارية لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي بالإضافة للنرويج، اليوم الخميس الموافق 26 سبتمبر 2024م، وذلك على هامش اجتماعات الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في الولايات المتحدة الأمريكية بنيويورك.

وذكر معالي الأمين العام أن عقد هذا الحدث المهم يأتي في توقيت حرج للغاية، حيث باتت الأوضاع في غزة تشهد واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية في عصرنا الحديث، مؤكداً معاليه في الوقت ذاته على التزام مجلس التعاون بدعم كافة الجهود الرامية إلى تخفيف المعاناة الكبيرة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، وعلى ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي إجراءات حاسمة، في ظل استمرار الجرائم التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلية في غزة وضحيتها الشعب الفلسطيني المنكوب، والذي أمسى يعاني من نقص شديد في الإمدادات الأساسية، وتدمير للبنية التحتية، وفقدان للأرواح البريئة، وأغلبهم من النساء والأطفال، مما يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي، ويجب محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.

كما أثنى معاليه خلال كلمته على اللجنة الوزارية التي تم تشكيلها من قبل القمة العربية الإسلامية الاستثنائية، وأشاد بجهودها الدبلوماسية الكبيرة في حشد الدعم الدولي لوقف إطلاق النار، وإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة، وإسهاماتها في تعزيز الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى الفئات الأكثر احتياجاً.

كما قدم معاليه الشكر والامتنان إلى كافة الدول التي اعترفت بدولة فلسطين، داعياً جميع الدول الأخرى إلى القيام بهذه الخطوة، لتأكيد التزامها بالعدالة الدولية ودعماً لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.

كما جدد معاليه دعوة مجلس التعاون لعقد مؤتمر دولي يضم جميع الأطراف المعنية لإنهاء الاحتلال وضمان قيام دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأن هذا الحل فقط يمكنه تحقيق السلام والاستقرار لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين.

كما أشار معاليه بأنه على المجتمع الدولي أن يدرك أن استمرار التوسع في المستوطنات الإسرائيلية، والانتهاكات المتكررة للمواقع الإسلامية المقدسة، ولا سيّما المسجد الأقصى، يساهم في تأجيج التوترات في المنطقة، وأن كل هذه الممارسات لا تهدد فقط فرص تحقيق السلام، بل تشكل أيضاً انتهاكاً للقانون الدولي وتزيد من تعقيد الطريق نحو حل الدولتين، الذي يظل الخيار الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق سلام عادل ودائم وشامل.

وفي ختام كلمته أكد معاليه على أن الوقت قد حان لتحويل الكلمات إلى أفعال، وأن على المجتمع الدولي التزام أخلاقي وقانوني لاتخاذ خطوات حاسمة، ليس فقط لتقديم الإغاثة الفورية لغزة، بل أيضاً لضمان تحقيق سلام عادل ودائم، ومجلس التعاون على أهبة الاستعداد للتعاون مع جميع الأطراف لتحقيق هذه الأهداف.