بدعوة كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية -حفظه الله ورعاه-، وبرئاسة مشتركة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله ورعاه-، وفخامة الرئيس دونالد جي ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، انعقدت القمة الخليجية - الأمريكية، اليوم الأربعاء الموافق 14 مايو 2025م، بالعاصمة السعودية الرياض، بمشاركة أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون -حفظهم الله ورعاهم-، ومعالي الأستاذ جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وفي بداية كلمته قدم معالي الأمين العام جزيل الشكر وعظيم الامتنان للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله ورعاهما-، على استضافة هذه القمة المباركة، إذ تأتي هذه القمة عمق للتحالف الخليجي الأمريكي من اختيار فخامة الرئيس دونالد ترامب، في مستهل ولايته الرئاسية الثانية، دول مجلس التعاون كأولى وجهاته الخارجية، كما فعل في ولايته الأولى، في دلالة واضحة على رسوخ هذه العلاقة بوصفها نموذجاً يُقاس عليه في العلاقات الدولية.
كما ذكر معاليه أن الشراكة الخليجية –الأمريكية تنطلق من أرضية صلبة تدعمها الأرقام والوقائع، وتتجسّد في مجالات التجارة والاستثمار، والتعليم، والطاقة، والدفاع، وتشرف عليها عشر مجموعات عمل تربط الجانبين، فقد تجاوز حجم التبادل التجاري بين الجانبين 120 مليار دولار عام 2024، مع تنامٍ واضح في الاستثمارات الخليجية داخل الولايات المتحدة، التي تقدر بتريليونات الدولارات، يقابلها حضور متزايد لرؤوس الأموال الأمريكية في قطاعات التكنولوجيا والطاقة والبنية التحتية بدول المجلس، فيما تواصل دول الخليج ريادتها في أسواق الطاقة التقليدية، فإنها تمضي قدمًا بشراكات رائدة مع الولايات المتحدة في مجالات الطاقة النظيفة والابتكار البيئي، وتُعزَّز هذه العلاقات بوجود عشرات الآلاف من الطلبة الخليجيين في الجامعات الأمريكية، وانتشار فروع أكاديمية أمريكية في المنطقة، فضلًا عن علاقات دفاعية متجذرة، تُجسدها صفقات نوعية وقواعد مشتركة، مما يجعل هذه الشراكة نموذجًا فريدًا من التكامل الإستراتيجي المتعدد الأبعاد.
وقال معاليه: إن من أكثر القضايا إلحاحاً في الوقت الحاضر هي مأساة قطاع غزة، حيث نتطلع إلى نجاح المفاوضات الجارية حالياً لوقف القتال، والإفراج عن الرهائن والمحتجزين، واستئناف إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان المحاصرين، وإذ نأمل في تجاوز هذه المرحلة العصيبة، فإننا نؤكد على أن الحل المستدام يكمن في تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، تُفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة، وفق قرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية، وهو ما من شأنه أن يُمهّد الطريق لسلام شامل، وعيش كريم، وأمن وازدهار لشعوب المنطقة كافة.
كما جدد معالي الأمين العام في هذا المقام موقف دول مجلس التعاون الثابت في نصرة الشعب الفلسطيني، ودعمه على كافة الأصعدة.
وفي سياق متصل أشار معالي الأمين العام إلى الأوضاع في الجمهورية العربية السورية الشقيقة، فإننا نشكر فخامة الرئيس دونالد ترامب، على قراره يوم أمس برفع العقوبات عن سوريا، ونشيد بجهود سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في هذا القرار المهم في توقيته ومضمونه لمساعدة الشعب السوري الشقيق في تحقيق تطلعاتهم لبناء مستقبل مزدهر وآمن لوطنهم.
مختتماً معاليه كلمته بأن الشراكة الخليجية - الأمريكية تقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة لشراكتنا المتجددة، ترتكز على إرث تاريخي مشرف، وأسس متينة من الثقة والمصالح المشتركة، لتعزيز التعاون في جميع المجالات وعلى كافة الأصعدة، مؤمنين أن هذه الشراكة لم تعد خياراً، بل ضرورة إستراتيجية تضمن الأمن والاستقرار والازدهار في العالم.

