عقد أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون –حفظهم الله ورعاهم-، القمة الخامسة والأربعين، اليوم الأحد الموافق 1ديسمبر2024م، بدولة الكويت، برئاسة حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت رئيس الدورة الحالية للمجلس الأعلى للدورة الحالية –حفظه الله ورعاهم، وبمشاركة معالي الأستاذ جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وخلال القمة ألقى معالي الأمين العام كلمة رفع فيها أصدق عبارات التهاني وأعطر التبريكات بمناسبة انعقاد الدورة الخامسة والأربعين للمجلس الأعلى الموقر، كما رفع إلى مقام حضرةَ صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح- حفظه الله ورعاه- أسمى معاني التقديرِ وأجلَّ عباراتِ الامتنانِ، للاستضافة الكريمة لهذه الدورة المباركة، في رحاب دولة الكويت الزاهرة، وتحت الرئاسة الحكيمة التي ترسّخ مسيرة التعاون وتغذي جذوره.
كما توجه معاليه بخالص مشاعر الشكر والتقدير إلى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، -حفظه الله ورعاه-، على ما حظيت به رئاسة سموه الكريمة للدورة الرابعة والأربعين للمجلس الأعلى من حكمة بالغة، ورؤية ثاقبة، وحرص كبير على تعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك.
معبراً عن بالغِ التقدير وأعمق مشاعر العرفان للجهود الحثيثة والمساعي المباركة التي تبذلونها أصحاب الجلالة والسمو، تلك الجهود والمساعي التي تعتبر شاهد ناطق على حرصكم الدائم على ترسيخ دعائم العمل الخليجي المشترك، بما يعزز أواصر التلاحم، ويقوي روابط التكاتف بين دول المجلس، ويعمّق وشائج الأخوة والمحبة بين شعوبها، سائلِين الله العلي القدير أن يسبغ عليكم وافر الصحة والعافية، وأن يكلل مساعيكم بالتوفيق والسداد، لمواصلة المسيرة التنموية الخليجية التي تتلألأ على أرض الكويت الحبيبة، شاهدة على عظمة القيادة وحكمة النهج.
كما ذكر معالي الأمين العام أن هذه الدورة المهمة، تأتي في ظل أوضاع إقليمية حساسة وأحداث متسارعة، تدعوا إلى تعزيز التضامن، وتوطيد أواصر التلاحم بين دولنا، والعمل الجاد والمتواصل لترسيخ القواعد التي قامت عليها منظومتنا الشامخة، تلك القواعدِ التي جعلتْ من مجلسِ التعاونِ مثالًا يُحتذى بهِ في الوحدةِ والتكاملِ، ولا يمكن أن نغفل في هذا السياق، الأزمة المروعة التي يرزح تحت وطأتها الشعب الفلسطيني، في قطاعِ غزة والضفة الغربية، بفعل الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلية المستمرة، والتي امتدت آثارها إلى لبنان، مما أدى إلى تصعيد عسكري خطير وتفاقم التوترات في المنطقة، وأمام هذه التحديات الخطيرة، مجدداً مطالبتنا للمجتمع الدولي باتخاذ إجراءات حاسمة، والالتزام بمسؤولياته الإنسانية والقانونية، والعمل على وقف فوري وشامل لإطلاقِ النارِ، ورفع المعاناة عن المدنيين الأبرياء.
وأشار معاليه أن مواجهةِ هذه التحديات، لا بد من الإشادة بمواقف دول مجلس التعاون الخليجي الراسخة والثابتة تجاه نصرة القضية الفلسطينية، تلك المواقف التي تجسد أصالة انتمائنا العربي والإسلامي، وتؤكد على التزامنا الأخلاقي تجاه نصرة هذا الشعب الشقيق.
معربا عن التقدير العميق لدور المملكة العربية السعودية في استضافة القمتين العربيتين الإسلاميتين غيرِ العاديتين التي أجمعَ فيهما القادةُ العرب والمسلمون على أهمية تنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، مشيداً بإطلاق “التحالفِ الدولي لتنفيذ حل الدولتين”، بهدف تحقيق السلام العادل والدائم وفق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية لعام 2002.
كما نوه معالي الأمين العام في هذا المقام إلى أهمية مبادرة مملكةِ البحرين التي أقرتها القمة العربية العادية في دورتها الثالثة والثلاثين في المنامة، والتي تدعو إلى عقد مؤتمر دولي للسلام، لدعم حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مشيداً بالجهود السياسية والإنسانية المتعددة التي تبذلها كل من دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان ودولة الكويت لنصرة الشعب الفلسطيني على كافة المستويات السياسية منها والإنسانية.
وسرد معاليه خلال الكلمة أبرز الإنجازات والمكتسبات الخليجية التي تحققت في العمل الخليجي المشترك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية والأمنية والعسكرية والاتفاقيات التجارة الحرة التي أبرمت مع عدد من الدول والقمم الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون والدول الأخرى، وتوقيع العديد من مذكرات التفاهم المشتركة.
واختتم معاليه كلمته بتجديد العهد لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس-حفظهم الله ورعاهم-، الامتنان على هذه المسؤولية الجليلة، وحمل شرف هذه الأمانة العظيمة، والالتزام بأداء واجباتها بكل تفان وإخلاص، مهتدين بالتوجيهات الرشيدة من لدن أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، مجتهدين في مواصلة العمل الدؤوب والسعي المتواصل لتحقيق تلك الأهداف السامية.