أكد معالي الأستاذ جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن دول المجلس اتخذت خطوات مدروسة تهدف لتنسيق وتوحيد سياساتها وإستراتيجياتها لبلورة إطار عمل جماعي قابل للتطبيق يلبي طموحات وتطلعات أبناء دول المجلس، وقد تمكنت دول المجلس من إنجاز العديد من مشاريع التكامل الإستراتيجية، ويأتي في مقدمتها مشروع ربط دول المجلس بالسكك الحديدية، وتتواصل جهود دول المجلس بالتعاون والتنسيق مع الأمانة العامة والهيئة الخليجية للسكك الحديدية بشكل مستمر لاستكمال مراحل إنجاز مشروع الربط بين دول المجلس بالسكك الحديدية، والذي سيمثل نقلة نوعية في الترابط والتكامل الخليجي المشترك، لما لذلك من آثار إيجابية مباشرة على حركة التبادل التجاري البيني، وحرية التنقل للمواطنين والمقيمين فيما بين دول المجلس.
جاء ذلك خلال مشاركة معاليه في المؤتمر والمعرض العالمي للسكك الحديدية والنقل والبنية التحتية، برعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وحضور سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، اليوم الثلاثاء الموافق 8 أكتوبر 2024م، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، بحضور نخبة من قادة قطاع النقل والسكك الحديدية والخبراء الإستراتيجيين والمختصين.
وفي مستهل كلمته رفع معالي الأمين العام آسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان لمقام حضرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة -حفظه الله ورعاه-، لما يقدمه وأصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس -حفظهم الله ورعاهم- للمسيرة الخيرة لمجلس التعاون من دعم ومساندة في كافة الميادين، وأن هذا المؤتمر يعكس بجلاء الإنجازات التنموية الطموحة والاستثمارات الضخمة في قطاع السكك الحديدية في دولة الإمارات العربية المتحدة وفي دول المجلس.
كما ذكر معاليه خلال كلمته نتائج دراسة توقعات حجم وحركة الركاب والبضائع على مشروع سكة حديد دول المجلس، حيث قال معاليه إنه من المتوقع أن يرتفع عدد الركاب المستخدمين لشبكة السكك الحديدية داخل دول المجلس وفيما بينها من 6 مليون راكب عام 2030م إلى 8 مليون راكب عام 2045م، لاسيما وأن حجم البضائع سيرتفع من 201 مليون طن عام 2030م إلى 271 مليون عام 2045م.
واستعرض معاليه النتائج الملموسة التي تحققت على أرض الواقع حتى وقتنا الحالي، ومنها انتهاء دولة الإمارات العربية المتحدة تنفيذ مسار مشروع السكة الحديد إلى نقطة الالتقاء على الحدود مع المملكة العربية السعودية، وإعداد المتطلبات التشريعية والفنية والمالية لمشروع الجسر الذي يربط مملكة البحرين مع المملكة العربية السعودية بمشروع السكك الحديدية، والانتهاء من تنفيذ مسار المشروع بين رأس الخير والدمام بالمملكة العربية السعودية بطول 200 كم تقريبا، وجاري العمل على استكمال متطلبات الأجزاء المتبقية من المشروع، وإنشاء شركة حفيت للقطارات بالشراكة بين شركة الاتحاد للقطارات وشركة عمان ريل بهدف تصميم وتطوير وتشغيل شبكة سكك حديدية تربط مدينة صحار بأبوظبي، والانتهاء من إعداد وثائق التصميم والتنفيذ، وحجز المسار للمرحلة الأولى من المشروع داخل دولة قطر. كما ذكر أنه من المتوقع أن يتم إبرام الاتفاقية الاستشارية للتصميم الهندسي لمشروع السكك الحديدية بدولة الكويت خلال العام الحالي 2024م، وتحديد نقاط التقاء مسار المشروع على الحدود بين دول المجلس المتجاورة، واعتماد عدد 13 ملحقا فنيا لتنفيذ وتشغيل المشروع وجاري العمل بموجبها، كما تم طرح منافسة إعداد الخطة التشغيلية للمشروع وجاري حاليا اختيار الاستشاري المعتمد لإعداد الخطة التشغيلية للمشروع، كما يجري الإعداد للبدء بمنافسة نظام إدارة الأصول للمشروع، بالإضافة إلى اعتماد وثيقة التشغيل الموحدة للمشروع (Rule Book).
وأشار معاليه إلى أن قرار قادة دول مجلس التعاون -حفظهم الله ورعاهم- تدشين مشروع ربط دول المجلس بالسكك الحديدية لم يأتِ من فراغ، حيث استنبط القادة -حفظهم الله ورعاهم- الفوائد العديدة من هذا الربط، تلك الفوائد التي تشمل العناصر الاجتماعية والمعنوية، بالإضافة إلى الفوائد التجارية والاقتصادية الأخرى، ومنها تسهيل التجارة البينية وتنميتها بين دول المجلس، وخلق فرص وظيفية لأبناء دول المجلس، وخفض تكلفة صيانة الطرق التي تربط بين دول المجلس، وتعزيز الروابط بين مواطني دول المجلس، وتقليل الحوادث المرورية وبالتالي تقليل نسبة الوفيات والإصابات، إضافةً إلى تقليل استخدام المركبات الخاصة مما يقلل من استخدام الوقود وبالتالي تقليل تأثير عوادم السيارات على الصحة العامة وعلى البيئة.
واختتم معالي الأمين العام كلمته بالتأكيد على أن نجاح هذا المؤتمر والمعرض العالمي، من خلال مخرجاته القيمة من جانب، والمشاركة رفيعة المستوى من جانب آخر، يؤكد على المكانة الإقليمية والدولية الكبيرة التي تحظى بها دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة سمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان -حفظه الله ورعاه-، حيث أمست دولة الإمارات، بفضل السياسات الحكيمة والتخطيط المتميز والقراءة المستقبلية الطموحة، مناراً في منطقة الخليج العربي، ونبراساً إقليمياً، وقبلةً دولية.