قال معالي الأستاذ جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، إن جائزة “المستثمر الذكي الخليجي” ليست مجرد تكريم للفائزين، بل هي رسالة للمجتمع بأن الاستثمار الذكي يبدأ من المعرفة، ويتعزز بالتخطيط، ويزدهر في بيئة مالية صحية وواعية.
جاء ذلك خلال رعاية معاليه لحفل النسخة الثالثة من جائزة المستثمر الذكي الخليجي، والتي تُعد إحدى مبادرات برنامج التوعية الاستثمارية الخليجي “مُلم”، وذلك بحضور معالي الأستاذ محمد بن عبدالله القويز، رئيس مجلس هيئة السوق المالية السعودية، وعدد من المسؤولين بدول المجلس، اليوم الأربعاء الموافق 7 مايو 2025م، في مدينة الرياض.
وفي مستهل كلمته، رفع معاليه أسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه-، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله ورعاه-، على رعاية المملكة العربية السعودية لهذه الجائزة، وعلى ما تقدمه من تسهيلات ومساندة لإنجاح أعمال مجلس التعاون، وما يلقاه العمل الخليجي المشترك من دعم واهتمام من لدنهما وإخوانهما أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس -حفظهم الله ورعاهم-.
وأعرب معاليه عن اعتزازه وافتخاره بمبادرات برنامج “مُلم” للتوعية الاستثمارية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، لما له من دور محوري في تعزيز الثقافة المالية ورفع الوعي الاستثماري لدى الأفراد والمجتمعات الخليجية.
وأشار معالي الأمين العام إلى أنه وفي خضم التسارع المذهل والتحولات العميقة التي تشهدها الأسواق المالية عالمياً وإقليمياً، وفي ظل انفتاح دول المجلس على الاقتصاد العالمي، لم تعد الثقافة المالية مجرد معرفةٍ هامشية أو ترفٍ فكري، بل أضحت درعاً واقياً وضرورة حتمية لكل من ينشد الأمان المالي والنمو المستدام، فترسيخ أسس الوعي المالي في مجتمعنا هو بمثابة حجر الزاوية لبناء مستقبل مالي آمن ومستقر، ليس على المستوى الفردي فحسب، بل للمنظومة المجتمعية بأكملها.
وأكد معاليه أن هذا الوعي يمكّن الأفراد من اتخاذ قرارات مالية واعية ومستنيرة، تُسهم في إدارة مواردهم بكفاءة وتوجيهها نحو الخيارات المثلى، وتُجنبهم المخاطر المالية غير المحسوبة التي قد تعصف باستقرارهم المالي، كما أن الوعي يسهم في رسم مسارات واضحة لتحقيق طموحاتهم وأهدافهم المالية، سواء كانت قصيرة أو طويلة الأجل، لذا فإن الاستثمار في تعزيز الثقافة المالية هو بحق استثمارٌ في صميم مستقبل أوطاننا وشعوبنا، فالمجتمع المسلح بالمعرفة المالية هو مجتمعٌ أقدر على الصمود في وجه التحديات الاقتصادية، وأكثر ديناميكية في اغتنام الفرص، وأرسخ قدماً نحو تحقيق التنمية الشاملة والازدهار المنشود.
وذكر معاليه خلال كلمته، أن أسواق المال الخليجية شهدت في العام المنصرم أداءً إيجابيًا يعكس صلابة البُنى الاقتصادية في دول المجلس، حيث تجاوزت القيمة السوقية الإجمالية لأسواق المال الخليجية نحو 4.2 تريليون دولار أمريكي بنهاية العام 2024م، كما شهد العام 2024م زيادة في عدد الأسهم المتداولة وقيمة التداول على حد سواء؛ حيث تم تداول 336.3 مليار سهم، بزيادة بلغت 20.9% مقارنة مع عدد الأسهم المتداولة في العام 2023م. كما بلغت قيمة الأسهم المتداولة خلال العام 2024م نحو 682.2 مليار دولار أمريكي، بزيادة بلغت 28.4% مقارنة بالعام السابق، مما يعكس ثقة المستثمرين المحليين والدوليين في اقتصادات دولنا، بما ويؤكد أهمية الاستثمار في نشر الوعي وتعزيز الثقافة المالية للمحافظة على المكتسبات التي تم تحقيقها.
واختتم معالي الأمين العام كلمته بتجديد الشكر والتقدير لهيئة السوق المالية بالمملكة العربية السعودية على رعايتها واستضافتها لهذه الجائزة سنوياً ، ولشركائها في هذه المبادرة الهادفة.
