أكد معالي الأستاذ جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن قوات درع الجزيرة أمست رمزاً لوحدة مصيرنا الخليجي، وتجسيداً للإرادة الخليجية المشتركة لحماية أمن واستقرار دولنا وشعوبنا.
جاء ذلك خلال زيارة معالي الأمين العام، لمقر قوات درع الجزيرة بقاعدة الملك خالد العسكرية، اليوم الأحد الموافق 2 فبراير 2025م، في المملكة العربية السعودية، حيث كان في استقباله سعادة اللواء الركن عبدالعزيز بن أحمد البلوي، قائد قوات درع الجزيرة، وعدد من كبار الضباط من دول مجلس التعاون منتسبي قوات الدرع.
وفي مستهل كلمته قال معالي الأمين العام، أن القادة المؤسسون لمجلس التعاون – رحمهم الله – وضعوا اللبنة الأول لهذا الصرح العسكري في عام 1984 تحت مسمى قوة “درع الجزيرة”، حيث كانت نظرتهم الثاقبة من إنشاء هذه القوة تهدف إلى حماية أمن دول المجلس، وبناء منظومة دفاعية متكاملة تحمي مقدراتها وتواجه التحديات والتهديدات الخارجية بكل كفاءة واقتدار، وتعزز التعاون العسكري بينهم، وإن ما نشهده اليوم من جاهزية واستعداد لدى قوات درع الجزيرة، هو ثمرة سنوات من العمل الجاد والتدريب المستمر، والتعاون الوثيق بين قواتنا المسلحة في دول المجلس، فقد كانت إسهاماتها ومشاركاتها التاريخية، في تحرير دولة الكويت سنة 1991، والدفاع عن الأراضي الكويتية أثناء تحرير العراق سنة 2003، وعملية حفظ الأمن والنظام في مملكة البحرين سنة 2011، لهو أكبر دليل على هذه النظرة الثاقبة للقادة المؤسسين – رحمهم الله -، واستشعارهم بالتحديات المستقبلية التي قد تواجه دولنا والمنطقة، وإننا على ثقة دائماً بأن قوات درع الجزيرة ستظل الدرع الحامي لدول المجلس، والسيف الرادع لكل من يحاول المساس بأمننا واستقرارنا.
كما أشار معاليه، أن تطور قوات درع الجزيرة منذ النشأة إلى وقت الحالي، وصولاً إلى أن تكون أحد المكونات الرئيسية في القيادة العسكرية الموحدة بجانب المركز الجوي الموحد والمركز البحري الموحد، ينبع من القراءة المستقبلية للقوات المسلحة بدول المجلس بضرورة أن يواكب تنظيمها وتشكيلها بما يتناسب مع المعطيات والمتغيرات العسكرية، ووفق أحدث الإستراتيجيات العسكرية ، بما يمكنها من أداء مهامها بأكمل وجه، ولم يأتي هذا التطور إلا من خلال الجهود الكبيرة والقيمة التي يبذلها منتسبي القوات المسلحة في اجتماعاتهم المشتركة.
وتطرق معالي الأمين العام خلال الكلمة، إلى التمارين المشتركة التي تقوم بها قوات درع الجزيرة، وتعد هذه التمارين التي تعتبر أحد أوجه التعاون الدفاعي المشترك بين دول مجلس التعاون، حيث أثبتت هذه التمارين وأهدافها للعالم أجمع، إنها ليست مجرد تمارين روتينية، بل هي تجسيد واقعي وعملي لمستوى القدرات والجاهزية والاستعداد القتالي لقواتنا الخليجية وفق أحدث المعايير العسكرية العالمية، وتعزيز حقيقي لمفهوم العمل العسكري الخليجي المشترك الذي يعد أحد الركائز الأساسية لأمن واستقرار المنطقة، متطلعاً إلى تمرين درع الجزيرة الحادي عشر، والمزمع عقده بدولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2027، متمنياً لكم التوفيق والنجاح وتحقيق أهداف وغايات هذا التمرين.
وفي ختام كلمته، قدم معاليه أسمى آيات الشكر والتقدير وعظيم الامتنان إلى معالي الفريق الركن عيد بن عواض الشلوي، قائد القيادة العسكرية الموحدة، على جهوده القيمة وإسهاماته الجلية في تفعيل عمل القيادة العسكرية والارتقاء بمهامها مع إخوانه منتسبي القيادة، كما هنأ معاليه سعادة اللواء الركن عبدالعزيز بن أحمد البلوي، بمناسبة تعيينه قائداً للقيادة العسكرية الموحدة، متمنياً له التوفيق في أداء مهام عمله، واستكمال المسيرة الزاخرة للقيادة العسكرية الموحدة، وإلى قادة ومنسوبي قوات درع الجزيرة على تفانيهم وجهودهم المستمرة في أداء واجباتهم بكل إخلاص ومهنية، ومؤكداً معاليه في الوقت ذاته على أن الأمانة العامة لمجلس التعاون، تدعم لكل ما من شأنه أن يعزز قدرات قوات “درع الجزيرة"، ويطور إمكانياتها بما يتناسب مع المستجدات والمتغيرات الإقليمية والدولية.
