الأمانة العامة- الرياض

أكد معالي الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، المشاورات اليمنية - اليمنية تنطلق في ظل انشغال العالم بظروف ومتغيرات دولية متسارعة، وأوضاع سياسية وعسكرية واقتصادية صعبة .


جاء ذلك خلال حضوره افتتاح المشاورات اليمنية – اليمنية، التي تعقد خلال فترة 29 مارس – 7 أبريل 2022م، برعاية مجلس التعاون لدول الخليج العربية، اليوم الأربعاء الموافق 30 مارس 2022م، بمقر الأمانة العامة بالرياض. 

وخلال افتتاح المشاورات اليمنية – اليمنية ألقى معاليه كلمة نصها الآتي:

بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على معلمنا الأول سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

أصحاب المعالي والسعادة
الأخوات والإخوة الحضور الكرام 
أبناء الشعب اليمني الشقيق 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

باسم مجلس التعاون لدول الخليج العربية، قادة ومواطنين، يطيب لي أن أرحب بكم ترحيب الأشقاء وأهل الدار ، مع انطلاق أعمال المشاورات اليمنية – اليمنية، برعاية مجلس التعاون لدول الخليج العربية، سائلا المولى عز وجل لأعمال مشاوراتكم كل النجاح والتوفيق.


الأخوات والإخوة 

إن مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إذ يثمن وجودكم اليوم ومشاركتكم ليؤكد على جملة من الثوابت في وسط عالم من المتغيرات ، وهذه الثوابت هي :

1- الموقف الثابت لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دعم الأمن والاستقرار في اليمن والعمل على إيجاد حل للأزمة اليمنية ينهي الصراع وينقل اليمن من حالة الحرب وتداعياته إلى حالة السلم وتحدياته، وفقا للمرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، مخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل وقرار مجلس الأمن 2216.

2- يشكل اتفاق الرياض خارطة طريق ، واستحقاقا وطنيا يمنيا، ويشكل استكمال بنوده متطلبا يمنيا يمنيا .

3- دعم جهود المجتمع الدولي وجهود المبعوثين الدوليين لدفع الحل السلمي  ولإيجاد أرضية قوية لانطلاق المسار السياسي بين كافة المكونات اليمنية .

4- دعم مؤسسات الدولة الدستورية والحرص على فاعليتها وضمان قيامها بمهامها ومسؤولياتها .

5- لقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن لا حل إلا الحل السلمي ، وأن الحرب وسنواتها السبع الشداد بكل ما تحمله الكلمة من معنى الشدة لا يمكن أن تحقق الأمن والاستقرار المنشود ، ولعل مشاوراتكم تؤسس لعام فيه يغاث الناس بإذن الله .


الأخوات والإخوة ...

إن المشاورات اليمنية - اليمنية بمحاورها الستة (المحور السياسي ، المحور الاقتصادي والتنموي ، المحور الإغاثي والإنساني ، المحور  الاجتماعي ، والمحور الإعلامي) تمثل منصة لأبناء اليمن لتشخيص الواقع وفهم صعوباته ، واستقراء المستقبل والاستعداد لتحدياته ،  وبلورة خطوات عملية تنقل اليمن من حالة الحرب وأهوالها إلى حالة السلم وآمالها ، تضاء لها مشاعل الفكر للعطاء وتشمر  لأجلها سواعد أبناء اليمن للبناء فلا حل إلا ما يقرره أبناء اليمن ، ولا مستقبل إلا وفق ما يتفق عليه أبناء اليمن ، فالحل يمني وبأيدي اليمنيين ولأجل اليمن .


الأخوات والإخوة...

إن جهود المجتمع الدولي المقدرة عبر مبعوثيه، المتواجدين معنا اليوم ، تشكل دعمًا دوليا لإنهاء الصراع في اليمن عبر  قرارات مجلس الأمن ودعم كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار، الأمر الذي يشكل فرصة تاريخية يجب اغتنامها والبناء عليها للحفاظ على الملف اليمني كأولوية تحظى باهتمام ومتابعة المجتمع الدولي إلى أن تضع الحرب أوزارها و تنطلق معركة البناء والإعمار .

فالمشاورات اليمنية - اليمنية تنطلق في ظل انشغال العالم بظروف ومتغيرات دولية متسارعة، وأوضاع سياسية وعسكرية واقتصادية صعبة تتطلب من أبناء اليمن فهم هذه الظروف ودراسة أثرها وتقييم انعكاساتها على العالم أجمع واليمن بوجه خاص .

الأخوات والإخوة ..

مع انطلاق المشاورات اليمنية  - اليمنية اليوم ، فإن أبناء اليمن من العاصمة صنعاء إلى حضرموت ومن عدن إلى المهرة  ومن مأرب إلى المكلا ومن تعز إلى البيضاء، ومن الحديدة إلى شبوة وفي كل محافظة ومدينة وقرية ، يتابعون والأمل يحدوهم للوصول إلى (كلمة سواء) ، 


فلنتذكر الشهداء وتضحياتهم ولنترحم عليهم .
ولنتذكر الشيخ المسن، والأرمله ، والعجوز ،
والطفل الذي حرم التعليم .
ولنتذكر الشباب وأحلامهم وآمالهم
 والشيوخ وتجاربهم وحكمتهم 
ولنؤمن بمستقبل بلد عرف بالسعيد منذ قدم التاريخ ، ولنتوقف عند هذا المسمى والذي ذكرت كتب التاريخ أن اليمن سميت بالسعيد لأنها كانت وما زالت أرض الأحلام والآمال والطموحات والشعر والأدب والحضارة والتراث والتاريخ المجيد والشعب العظيم، فاليمن أصل العرب ومعين الحكمة.

الأخوات والإخوة...

إن نجاح المشاورات اليمنية - اليمنية  ليست خيارا ، بل واجب يتطلب استشعار  الجميع للمسئولية الوطنية، ونبذ كل أسباب الفرقة والتباينات الداخلية ، والإسهام الجاد والفاعل في تحقيق التوافق الوطني المطلوب والملح ، لبلورة خارطة للمستقبل واضحة المعالم لاستعادة استقرار اليمن وتنميته ورخاء شعبه.

إن الطريق إلى الأمن و السلام في اليمن ليس مستحيلا وإن كبرت التحديات ، وليس بعيدا وإن طالت المسافات ، وليس خيارا وإن تعددت الخيارات ، بل هو هدف أوحد وغاية سامية، لكي ينعم اليمن وشعبه الشقيق بالأمن والاستقرار ، الأمر الذي يتطلب من أبناء الشعب اليمني، وقبل غيرهم ،  تبني خارطتهم للمستقبل ، يمنية بالدرجة الأولى ، تبلور من قبل أبناء اليمن، وتحصن بحكمتهم ، وتجعل مصلحة اليمن ومستقبله وأمنه واستقراره فوق كل اعتبار ، وتترجم بسواعدهم ، ضمن أولويات وجدول زمني وآلية متابعة، لتنفذ بعزيمة أبناء اليمن  وبدعم من أشقائهم والمجتمع الدولي .
 
فالمسئولية كبيرة أمام الله جل وعلا ، وتاريخية أمام الشعب اليمني الذي يتطلع بقلوب مشرعة بالأمل والتفاؤل في أن تمثل هذه المشاورات منطلقاً حقيقياً لاستعادة استقرار البلاد وتجاوز تداعيات الحرب وبدء مرحلة جديدة وواعدة من التوافق الوطني البناء، ونحن على يقين بأن أبناء الشعب اليمني وبما عُرف عنهم من حكمة وإيمان سيحققون، بإذن الله تعالى، الأهداف السامية النبيلة التي من أجلها تنطلق المشاورات اليمنية - اليمنية .

إن الجهود الكبيرة المبذولة لتهيئة الأجواء المناسبة لانطلاق هذه المشاورات والعمل على نجاحها هي محل تقدير ، وتأتي الاستجابة السريعة لقيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن لنداء وقف إطلاق النار الذي أطلقناه بالأمس والذي دخل حيز النفاذ الساعة 6 صباح اليوم وبالتزامن من انطلاق المشاورات ، استجابة مقدرة ومشكورة وداعمة لتلك الجهود .

فكل الشكر لمن ساهم وشارك وعمل ونظم لهذا اللقاء المبارك في أهدافه ، المبارك في غاياته ، ونحن نرحب بشهر رمضان المبارك وكل عام وأنتم جميعا بخير ، وكل عام واليمن وشعبه الشقيق بخير .
والله نسأل التوفيق والعون والسداد هو نعم المولى ونعم النصير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .